خارجا من مدينتي وعلي ذلك الطريق المتسع
عن يميني ارض زراعيه متراميه تري في قلبها بعض البيوت الصغيره هنا وهناك
وعن شمالي المدنيه بوجهها الاخر فالابراج والمستشفيات بل حتي المول التجاري الجديد
وبينما انا علي ذلك اذا بمفاجأه تصعقني
كائن غريب يمر من خلفي خارجا من
المنطقه الزراعيه متجها للجهه الاخري
لم اتمالك نفسي وتسارعت خطواتي بل كدت اجري من الرهبه فذلك الكائن لم يكن
كاي شيء راته عيني من قبل
يمشي مستندا علي طرفيه الاماميين ثم ينقل جسمه بخفه وسرعه كبيره جدا ولكنه يسحب طرفيه الخلفيين سحبا وراسه كله مغطي
بالشعر مايشبه شعر البشر ولكني لما رايته مبتعدا عني نظرت اليه ودققت النظر
ايعقل ان يكون ما رايت صحيحا تغلبت علي خوفي و بدأت اركض
في اتجاهه لاتأكد
نعم انه انه بشر
نعم انه انسان بدات ملامحه تظهر اكثر مع اقترابي انه شاب في حوالي الثلاثين
من العمر ابيض الوجه
ملتحي ناعم شعر الوجه واللحيه
ويداه يغطيهما جلد سميك جدا وبهما تشققات رهيبه وعلي مايبدو انه مبتور
القدمين
وبينما انا اقترب منه اذ تنامي الي مسامعي قول المؤذن
حي علي الفلاح حي علي الفلاح
بدأت الصوره تتضح في خيالي لم
اتمالك نفسي اقشعر بدني كله وسرت قشعريره بارده في مؤخره رأسي لن اصف ماحدث لعيني الا انها انفجرت بالبكاء
نعم لقد كان يتجه الي ذلك المسجد الصغير في الجهه الاخري تراه متلهفا للوصول الي بابه وقررت ان اترك
الدنيا كلها لاصلي الي جواره واعرف قصته
وعند دخول المسجد ما وجدت احدا الا يستقبله بالبشر والابتسام بل ويقدمونه
في الصفوف حتي وصل خلف الامام في الصف الاول والكل يعامله بحب تفضل ياشيخ احمد
صليت الي جواره وبعد انتهاء الصلاه سلمت عليه وصافحته كانت يداه كجذع الشجر
من كثره تشققها
لم اتردد ان اسأله لماذا لاتصلي في البيت؟
فكان رده صاعقه اكبر قال انه اعتادصلاه المسجد وفي احد الايام وعند مروره
الطريق دهسته سياره وبترت قدمه في المشفي
لم يضجر بل اقسم ان يذيب يديه ايضا في طاعه الله وان باتي عليها الي المسجد
لكل صلاه
وختم قوله بكلمه (امال ربنا اداني الصحه ليه)
لم اتمالك دموعي امامه مره اخري ونزلت علي خدي دمعه حاره علي حالي قمت من
جواره لاني احسست انه اكبر من اجاوره
كنت اسمع عن هكذا قصص وحب للمساجد ايام الصحابه لكن ليس في ايامنا هذه
وادركت ساعتها من هو الكائن الغريب انه انا
نعم انا عشرون عاما احيا في نعيم
الله وكلي صحه غريبا عن المساجد
نعم انا هو الكائن الغريب وليس صاحبي الكسيح