وقف كعادته هناك في ذلك الركن وعينيه متعلقه بالباب
وكيف لاتتعلق عينيه بالباب وهو ينتظر وصول حبيبه من خلاله
كان يري اصحابه كلهم متلهفون كما هو متلهف لرؤيه حبيبه
لكنه متيقن انهم تشغلهم الدنيا احيانا عن حبه ولكنه هو هو من يحبه حقا
ولايشغله عن التفكير فيه شاغل
وكيف لايحبه وهو رسول الله وحبيبه
وكيف لايحبه وقد قربه منه واعطاه مكانه خاصه
انه يقف ورائه في الصلاه متقدما
حتي عن الصف الاول
كيف لايشعر بمعزته عنده ان كان الرسول يربت عليه ويمسح علي كتفه كلما دخل
المسجد
بل كيف لايحبه وهو من يتكيء الرسول اليه كلما احب ان يكلم غيره من الصحابه
انتظر واذا بنور المصطفي يسبقه من الباب فتهللت اساريره وارتعدت من الشوق
فرائصه ها هو حبيبه قد اتي
رأي حبيبه فاقشعر بدنه وما ان القي
الحبيب السلام حتي رد متلهفا ولكن في سره لم يكن يريد ان يفضحه شوقه او ان تظهر
عليه ملامح حبه
ولكن علي غير عادته لم يتوجه اليه حبيبه ليربت علي كتفه ولكنه مر امامه مر
امامه صامتا واتجه الي منبر خشبي كان قد اهداه اليه احد الصحابه
نظر الي حبيبه في تعجب وتسائل ياربي ماذا فعلت ليغضب مني رسول الله
حبيبي؟ماذا فعلت ليتركني وانا احبه كل هذا الحب
ماالذنب الذي اقترفته ليهجرني المصطفي فجأه
نظر الي حبيبه وهو يلقي خطبته من فوق منبره وزادت حسرته واغرورقت عينه بالدموع لم يكن مسموح له ان يبكي في حضره
الرسول وصحابته بل لم يكن مسموح له ان يبكي امام اي احد من البشر
لكن لكن حبيبه رسول الله قد تركه ولن يعد ليلامسه من جديد
لم يتمالك نفسه وضاقت به الدنيا وبكي
نعم بكي وسمع صوت بكاؤه والرسول يلقي خطبته
نظر الصحابه لبعضهم البعض ليعرفوامن منهم يبكي في حضره الرسول فلم يعرفوا
من الباكي وتعالي صوت البكاء فنظر الصحابه الي مصدر البكاء وهم لايصدقون اعينهم
فعلي بعد خطوات من الرسول كان مصدر البكاء
كان جزع نخله نعم جزع نخله بكي وسمع نحيب بكاؤه
بكي جزع النخله لما فارقه رسول
الله
لم يتمالك نفسه وبكي لان الرسول كان يتكئ عليه عندما يخطب في صحابته ولكنه
الان يخطب من فوق منبر جديد ولن يتكئ عليه ثانيه فبكي واجهش بالبكاء
ذهل الصحابه من هول ما رأو ولكن نبي الرحمه كان قد استوعب ماحدث فنزل من
علي منبره مسرعا وتوجه اليه وضمه في شوق ضمه المحب لحبيه وربت عليه ومسح عليه بيده
الكريمه
فتهدهد الجزع وتهانف من البكاء كما يفعل الطفل الصغير وسمع تهانفه كل
الصحابه
وادركوا ان سر بكاؤه ترك الحبيب المصطفي له فبكوا بكوا بحرقه اهكذا تحبه
الجمادات وتبكي لفراقه؟
فكيف يكون حال قلوب المحبين التي كانت دوما تنبض باسمه بكوا بكاء شديدا من
هذ الموقف وزاد حبهم للرسول الكريم
فاين دموعنا؟؟؟ اين دموع من يدعون انهم يملكون قلوبا حيه؟؟
بكي جزع نخله لفراق الرسول وخالف نواميس الكون
ونحن لم نبكي ونحن كل يوم نبعد عن سنته وعن اتباع سبيله
ان لم تبك يوما علي معاصيك فقف هاهنا وراجع قلبك راجع قلبك لتري اهو حي
ينبض ام انه قد مات وذهب في ثبات عميق