في الحديث الصحيح قال النبي عليه الصلاة والسلام
تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه
فبين هذا الحديث أثر الذنوب على القلب وأنه يطمسها ويختم عليها
كما قال ابن المبارك رحمه الله.
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
فلنتخيل ان هذا هو قلبك من بعدا ما دخلت مرحله التكليف
وهى مرحله البلوغ عند الشاب وعند الفتاة
لأنها من بعدها يبدأ الإنسان يحاسب على أعماله
يقول .. تعرض الفتن على القلوب وسمها ماشئت
فتن النساء .. فتن القنوات الفضائحية والإباحية ..
فتن المخدرات .. فتن الدخان .. فتن الشهوات
فتن الحروب .. فتن سماع الأغاني .. فتن التبرج والزينة لدى النساء
فتن المال والربا والرشوة وسرقه أموال الناس بالباطل
فكل إنسان بهذه الدنيا مُعرض للفتن بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ
وتعرض هذه الفتن على القلوب .. عرض الحصير عودا عودا
وكلٍ منا مُعرض لهذه الفتن أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ
أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ
اى فتنه فتنه تكون في بيتك التلفاز مثلاً
تخرج لك أمرآة بكامل زينتها فلا تغض بصرك عنها
او تخرج الفتاه إلى السوق وهى في كامل زينتها ويفتتن الرجال معها
فأي قلب أنكر هذا الفتن وغض بصره ولم ينظر إلى الفتاة
ونفس الفتاه حافظت على حجابها وغطت زينتها
فينكت في قلوبهم نكته بيضاء .. مثلا هذا القلب
انظروا إلى جمال القلب وهو يشع منه نور الطاعة والانقياد لأوامر الله عز وجل
وأنت كانت نقط بيضاء قليله ولكنها تأتى بأخواتها
والطاعة تأتى بالطاعة والعكس بالعكس
وأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء
فإن لم يصبر الشاب على أن يغض بصره واتبع أمر الشيطان وشهوته في ذلك
يصبح قلبه وقلب كل من اشرب هذا الفتنه مثل هذا القلب
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: القلب إذا تاب من الذنوب كان ذلك استفراغاً من تخليطاته حيث خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فإذا تاب من الذنوب تخلصت قوة القلب وإرادته للأعمال الصالحة واستراح القلب من تلك الحوادث الفاسدة التي كانت فيه وقال ابن القيم رحمه الله: فإذا عزمت التوبة وصحت ونشأت من صميم القلب أحرقت ما مرت عليه من السيئات حتى كأنها لم تكن فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له
فأكثروا من التوبة والاستغفار فإن التوبة تجلو القلب وتزيل عنه أوضار المعاصي والسيئات ففي الصحيح أن رسول الله قال: إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة
فكل شيء يفسد قلبك أيها العبد فاحرص على تجنبه والبعد عنه
فإن قلبك أعظم ما تملكه وإذا فسد عليك فسدت عليك حياتك وآخرتك.
اللهم أصلح قلوبنا وآت نفوسنا تقواها وزكها فأنت خير من زكاها.
منقول